طريقة تحليل النازلة الأستاذ العزوزي الإدريسي
نازلة قانونية جاهزة
الجواب على النازلة
تحليل نازلة امتحان مادة القانون الجنائي الخاص الدورة الإستدراكية الربيعية ليوم 07-07-2018
الأستاذ العزوزي الإدريسي
مقدمة القانون الجنائي الخاص
بعد قراءة متأنية للنازلة يبدوا أن الأمر يتعلق بجريمة الإيذاء العمدي المؤدي لعاهة مستديمة و التي نص عليها المشرع المغربي في الفصول 402 و 404 و لتحليل ذلك لابد من ربط وقائع النازلة و تكييفها تكييفا قانونيا مع الفصول المشار إليها،
وكما تمت الإشارة لذلك فإن وقائع هذه النازلة تتلخص في كون سعاد ارتكبت هذه الجريمة للإنتقام من زوجها الذي ينوي الزواج عليها فقامت برشه بمحلول كيميائي على وجهه قاصدة بذلك إيذاءه و قد تسبب فعل سعاد هذا بعاهة مستديمة للمجني عليه و المتمثل في فقدان منفعة العين اليسرى، لكن لتحليل هذه النازلة تحليلا قانونيا يجدر بنا استخلاص الأركان المكونة للجريمة و العقوبة التي أفردها لها المشرع المغربي باعتمادنا التقسيم التالي :
المطلب الأول: أركان جريمة الإيذاء العمدي المرتكبة من طرف سعاد ضد زوجها معاد
الفقرة الأولى: الركن المادي
الفقرة الثانية: الركن المعنوي
المطلب الثاني: العقوبة التي تستحقها سعاد جراء هذه الجريمة
الفقرة الأولى العقوبة العادية
الفقرة الثانية: العقوبة المشددة
المطلب الأول: أركان جريمة الإيذاء العمدي المرتكبة من طرف سعاد ضد زوجها معاد
ويتعلق الأمر هنا بالعنصر المادي أي الوسيلة المرتكب بها الجريمة أو ما يسمى بالنشاط الإجرامي و العنصر المعنوي أي نية الإيذاء أو ما يسمى بالقصد الجنائي.
الفقرة الأولى: العنصر المادي
انطلاقا من وقائع النازلة و ارتباطا بمدلول الفصل 402 و الفصل 404 المتعلق بحالتنا هذه من القانون الجنائي المغربي فإن العنصر المادي في هذه الجريمة يتمثل في رش سعاد وجه زوجها بمحلول كيميائي خطير وهو الركن المادي المشار إليه في الفصل 400 من ق.ج.م بقوله “من ارتكب جرحا أو ضربا أو أي نوع آخر من العنف أو الإيذاء و لا شك أن رش وجه إنسان بمحلول كيميائي خطير يدخل في ها النوع من الإيذاء الذي لابد أن يتوفر على عنصر العمد حتى تكتمل أركان الجريمة.
العنصر المعنوي:
بالرجوع إلى وقائع النازلة دائما يتبين أن فعل سعاد كان عن قصد وبعلمها و إرادتها في تحقيق النتيجة المتوخاة و يظهر ذلك جليا من غضبها من زوجها الذي أراد أن يتزوج عليها و محاولة انتقامها منه حسب مصطلحات النازلة كما يتبين جليا بتربصها له في بيت عائلتها بعد أن أوهمته بأنها ستعطي له الموافقة على الزواج.
وبعد أن ثبت لنا أن الجريمة التي بين أيدينا أصبحت مستوفية الأركان فلابد من أن تعاقب سعاد على فعلتها، فماهي إذن العقوبة التي تستحقها انطلاقا من الظروف التي ارتكبت فيها الجريمة.
المطلب الثاني: العقوبة التي تستحقها سعاد جراء هذه الجريمة
ويمكن تقسيم هذا المطلب لفقرتين الأولى نتعرض فيها للعقوبة العادية و الثانية للعقوبة المشددة لكون الجريمة تحتوي على ظروف من ظروف التشديد
الفقرة الأولى العقوبة العادية
عند قراءتنا للفصل 402 من القانون الجنائي المغربي يتبين أن مضمونه ينص على أن الإيذاء العمدي الذي ينتج عنه فقد عضو لمنفعته فإن العقوبة المقررة هي السجن من 5 إلى 10 سنوات، وعند ربطنا لمنطوق هذا النص بوقائع النازلة يتبين لنا أن سعاد بفعلها هذا المؤدي إلى فقدان معاد لوظيفة العين اليسرى نهائيا فإنها تستحق هذه العقوبة، لكن يبدو أن العقوبة لن تقف عند هذا الحد لوجود ظروف تشديد.
اقراء ايضا : الفرق بين الاعتقال والحبس والسجن
اقراء ايضا : طريقة كتابة منهجية قانونية
اقراء ايضا : ملخص مادة التنظيم القضائي S4
اقراء ايضا : ملخص مادة حقوق الانسان والحريات العامة S4
الفقرة الثانية: العقوبة المشددة
من خلال وقائع النازلة يبدو أن سعاد هي زوجة المجني عليه معاد و هذا ما يجعل الجريمة المرتكبة تتصف بظرف من ظروف التشديد المنصوص عليها في الفصل 404 من القانون الجنائي حيث اعتبرت أن المجني عليه إذا كان أصلا للجاني أو زوجا له أو كافلا له فإن العقوبة تكون من 10 إلى 20 سنة في حالة لم يكن هناك أي ظرف آخر، لكن و بالعودة إلى وقائع النازلة يبدو أن سعاد كانت مصرة على فعلتها وتربصت له في بيت عائلتها و هذا ما يضيف ظرفا آخر من ظروف التشديد مما يرفع العقوبة و هي السجن من 20 إلى 30 سنة طبقا للفقرة الثانية من الفصل 404 التي تحيل بدورها على الفقرة الثانية من الفصل 402.